
مروان مسلّم
يحتاج الإنسان أن يمارس الدبلوماسية في جميع نواحي حياته؛ سواءً على المستوى الشخصي أو الاجتماعي، في العمل أو مع الأهل والزوجة والأولاد.
فما هي الدبلوماسية وكيف يمكننا تعلمها، وكيف يمكننا صقل مهاراتنا الدبلوماسية وإتقانها ومن ثم ممارستها.
الدبلوماسية كلمة مأخوذة من الكلمة اللاتينية Diploma وتعني وثيقة/ورقة/مطوية، وهي نظم ووسائل الاتصال بين الدول الأعضاء في الجماعة الدولية، وهي وسيلة إجراء المفاوضات بين الأمم.
وقد تطور هذا العلم حتى أصبح من العلوم التي تدرس وتدرب، وتحتاج إلى مهارات خاصة وممارسة وتطبيق، وتجاوزت الحاجة لها حتى أصبحت ضرورة من ضروريات الحياة التي لا يستغنى عنها الفرد والمجتمع.
من أوجه الدبلوماسية؛ الدبلوماسية الرسمية التي يتعامل بها رؤساء الدول والسفراء والممثلين الدوليين والجهات الرسمية في البلدان وغيرهم، ويتعدى ذلك إلى عوائلهم وذويهم وذلك للضرورة التي تقتضيها لتعاملهم مع الغير.
ومن أوجه الدبلوماسية؛ الدبلوماسية الشعبية أو العامة (القوة الناعمة)، وتهتم بالتأثير على الشعوب الأخرى، ومن أشكالها الإعلام - الابتعاث التعليمي - الثقافة - الصورة الذهنية عن الدولة - التحشيد والحملات وغيره.
ومن أوجه الدبلوماسية كذلك؛ الدبلوماسية الإنسانية والدبلوماسية الخيرية والدبلوماسية الإغاثية وغيرها من هذه الأنواع التي ترتبط بالكوارث والأحداث التي تلي الحروب...
أما بالنسبة للدبلوماسية الشخصية والاجتماعية فهي ما تحتاجه من المهارات واستخدام الذكاء العاطفي والعوامل النفسية والاجتماعية للتعامل مع الآخرين من حولك، فتعاملك مع أهلك يحتاج إلى دبلوماسية، وتعاملك مع زوجك يحتاج إلى هذه المهارة، وتعاملك مع ابنك الصغير ونزولك على ركبك لتكون على مستواه وتحدثك معه هو دبلوماسية، تحدثك مع ابنك وبنتك البالغين "المراهقين" والسماع لهم ولمشاكلهم هو دبلوماسية، تعاملك مع زميلك المقرب في العمل والزميل النفسية والزميل النرجسي والزميل السلبي تحتاج إلى مهارات الدبلوماسية، تعاملك مع مسؤولك وتعاملك مع من تحتك بالمسؤولية كذلك هي دبلوماسية.
ولكي تتقن فن الدبلوماسية تحتاج إلى بعض المهارات؛ منها:
اختيار الوقت المناسب للحديث.
البدء بالحديث الجيّد عند إعطاء أي خبر سيّئ.
التّركيز على حقيقة الوضع قبل البدء بالحديث عن الرأي.
البحث عن حل وسط يناسب الجميع.
الاستجابة بهدوء على تلقي الأخبار السّيئة.
التّحدث بشكل جيد مع الآخرين.
التّحدث بصدق وإظهار الحقيقة للآخرين
كل هذه المهارات ومثلها كثير؛ سوف تمكنك من التكييف مع محيطك، لأنك ستكون قادراً على تبادل الثقافات والخبرات مع الآخرين، وفهم مشاعرهم، واجتياز الصعوبات في العلاقات المختلفة سواءً في العمل أو البيت أو أي مكان.
تُعدُّ الشخصية الدبلوماسية شخصية تمتلك مهارات التواصل في الحياة، فالدبلوماسية صفة مطلوبة دائماً؛ لأن الإنسان معرض دائماً في حياته للكثير من المشكلات والعقبات التي يجب عليه تجاوزها ليستطيع التعايش مع الغير، وسيعترض حياته الكثير من الناس المختلفين معه بوجهات النظر؛ وقد يكون مضطراً للتعامل معهم، ومن ثم لابد أن تكون الدبلوماسية إحدى أهم صفاته التي يتمتع بها.
وفي النهاية؛ الإنسان الدبلوماسي الناجح هو الشخص الذي يمتلك القدرة على حسن التعامل مع الغير وبحسن خلق، وقد قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: }خُذِ العَفْوَ وَأْمُرْ بِالعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِينَ {الأعراف:199.