
بقلم : هيا العقيل
هذا أنا..
فمن أعجبه فليبقى و مَن لم يعجبه، فسأوسّع له الطريق وأفتح له الباب بكل سعادة كي يرحل
هذا أنا..
أُصارع ذاتي كل يوم فأدحضها و تدحضني ولا أعلم من فينا يقينا على صواب
هذا أنا..
ما عادت العلاقات - البرّاقة - ذات اللا معنى تجذبني، و بتُّ أحمل مقصّ أقطع به كل علاقة تُثقل كاهلي وتستنزفني بدلا من أن ترقى بي للأفضل وتدفعني قُدما إلى الأمام (ما عدا تلك التي هي موصولة بالأرحام)
هذا أنا..
أنا الذي تغيّرت كثيرا، ولا زلت أتغيّر، وسأتغيّر..
ولن أرضى بأن أحيا حياة ملؤها الأوهام، كقطيع من الأغنام
هذا أنا..
قد تحبّني وقد تكرهني، وهذا شأنك، وبابي مفتوح لمن أراد الدخول، لكنه دخول لمرة واحدة، فما عاد عندي الوقت للفرص الثانية تلكَ البلهاء التي قد تأتيك مني في الأحلام
هذا أنا..
أنا الذي أؤمن بمقولة: لا تطلب حقوقك على استحياء حتى لا يعطوك إياها تفضّلا، فأُطالب بحقي دون اكتراث لأي كلام أو ملام
هذا أنا..
بشكلي، ومعتقداتي، وأفكاري، ومشاعري، وطموحاتي
ولن أتلوّن لأُرضي أحد، ف رِضا خالقي الغاية وما عداه مني لك من باب التكرّم، والفضالة، والاحترام
هذا أنا..
أشتري راحة بالي وأتجنّب ما ينغّصها، وكيف لا، وهي عندي نعمة من ربي و إكرام
هذا أنا..
وقتي ليس للبيع ولا للإهدار بعلاقات تعبث على حساب ساعات عمري، تلك التي تمضي بلا عودة ولا تعويض، لمجرد إضاعة الوقت بالسفيه من الكلام
هذا أنا..
وجهدي مع من لا يستحقه ليس مطروحا في جدولي من الأساس، إذ أني أشتري راحة البال والسلام
هذا أنا..
أنا الذي أحيانا أعرفه، وأحيانا أتفاجئ كيف أنه أنا، وأحاول جهدي أن أكون على قدر من الإقدام، والمسؤولية، والالتزام
هذا أنا..
إن رأيتني بعين رأيتك باثنتين، وإلا أعرضتُ عنك فما عدتَ بعد ذلك في حساباتي، فليس من ناسي اللئام
نعم.. نعم
هذا أنا
فالحياة قصيرة، وتستحق أن نحياها بوجهنا الحقيقي، لا بأقنعة متغيّرة لا تمتّ لحقيقتنا بصلة، وتحرمنا مع ذواتنا الانسجام
والسلام..